على امتداد مسيرته التي ناهزت 55 عاماً، كان للجامعة اللبنانية حيثية خاصة ومركزاً مميزاً في برامج ومشاريع وتقديمات المجلس الوطني للبحوث العلمية. وقد تكرّس ذلك من خلال الدعم الذي يقدمه المجلس لمشاريع الأساتذة الباحثين ولطلاب الدكتوراه ومتفوقي الثانوية العامة والمؤتمرات التي تنظمها كليات الجامعة. وقد رأينا لهذا العام ضرورة الإضاءة على هذا التعاون وتكريم المستفيدين بمختلف فئاتهم، والأهم أن يكون لقاؤنا فرصة لفتح أمكانيات جديدة للتعاون وبناء مشاريع مجدية للمنظومة الوطنية في التعليم العالي والبحوث العلمية.
في السنوات العشر الأخيرة، تطورت العلاقة بين المجلس والجامعة لتبلغ مرحلة الشراكة الفعلية، فاتسعت مروحتها لتشمل كل المحاور العلمية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. كما واكب المجلس انطلاقة المعاهد العليا للدكتوراه في الجامعة، فعمل على تكييف برامجه لتتلاءم والحاجات المستجدة لهذه المعاهد في الإعداد والبحوث وتمويل منح الدكتوراه في لبنان وتلك التي تنفذ مع جامعات في الخارج.
في سياسة المجلس التزام بالنوعية والتميز وإصرار على احترام معايير الجودة وضمان الأثر المجتمعي لكل تقديماته. وهي معايير ومؤشرات ملزمة للمؤسسات البحثية وخاصة تلك التي تعتمد في تمويلها على المال العام.
إننا على يقين بأن في الجامعة اللبنانية كتلة حرجة من الموارد البشرية الكفؤة التي تتمتع بالحوافز الشخصية للتميز والترقي وخدمة المجتمع. وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة على السواء، نتطلع لتطوير التعاون بين المجلس والجامعة، وتعزيزه ببرامج مبتكرة، ومدّه بالموارد المالية الإضافية ضمن أعلى المعايير الأكاديمية المتعارف عليها عالمياً، وباعتماد آليات ومناهج شفافة ومحايدة.
وبهذه المناسبة نؤكد لحضرة الرئيس وللجهاز الأكاديمي في كل أرجاء الجامعة، استعدادنا للمباشرة في أقرب وقت، بوضع برامج مشتركة، في التصور والتقييم والتمويل والرقابة، موجهة حصراً لأهل الجامعة الوطنية، تتناول دعم مشاريع البحوث العلمية وتعزيز المسيرة البحثية للفرق المتخصصة وربط منح الدكتوراه بمشاريع بحوث قيمة، آخذين بالإعتبار إمكانيات فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص.
إننا على استعداد للمباشرة بوضع أسس هذه الشراكة واطلاقها بصورة خاصة للجامعة اللبنانية اعتباراً من مطلع العام 2017، معتمدين في ذلك على رغبة المجلس وتطلع الجامعة لبناء شراكة استراتيجية والمساهمة في مجابهة التحديات التنموية في البيئة والصحة العامة والتطوير والابتكار التكنولوجي، وفي الأزمات الإجتماعية والإقتصادية، وهي تحديات لم يعد ممكنا النأي عنها وتركها للخبرات الأجنبية ومراكز الدراسات الخاصة.
في احتفالنا اليوم تكريم لمتفوقين في الدراسة الثانوية ولطلاب استحقوا بجدارة منح الدكتوراه المشتركة ولأساتذة نالوا بجدارة دعم المجلس لمشاريعهم البحثة، وأضيف بأننا سوف نوقع شراكة أكاديمية وعلمية في إطلاق برنامجي ماستر جديدين متخصصين في أمن وأمان استعمالات أشعة الليزر وفي التنوع الحيوي للموارد البحرية والتي يساهم المجلس فيها من خلال الإمكانيات البشرية والتقنية المتوفرة لديه في كل من الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية ومركز علوم البحار.
شكراً على استقبالنا للقاء هذه النخبة الطيبة من أهل الجامعة اللبنانية، وفقكم الله، والسلام عليكم.
معين حمزه
أمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية
