أصدر"المجلس الوطني للبحوث العلمية"، في 28 شباط الماضي، تقريرا فنيّا في شأن أشجار الصنوبر في حرش بيروت من اعداد الباحثة المتخصصة في المكافحة البيولوجية الدكتورة اليز نجيم والباحث المتخصص في علم الحشرات الدكتور نبيل نمر بعد اجراء الكشف الميداني وأخذ عينات مباشرة من المناطق المصابة واستشارة الخبراء الدوليين المتخصصين في هذا المجال.
يعود سبب يباس جزء من أشجار الصنوبر في حرش بيروت، وفق التقرير، الى وجود نوع من الحشرات من فصيلة الحفّار في جذوع الأشجار المصابة وبكمية لا تقلّ عن 3 يرقات/10 سم2 وبمراحل مختلفة من دورة حياتها. يهاجم هذا النوع من الحشرات الأشجار الضعيفة التي تعرّضت لنوع من أنواع ال" Stress" بسبب التغيّرات المناخيّة أو العوامل المرتبطة بالممارسات الحقليّة وغيرها.
يشير التقرير الفني الى أن الوضع الحالي لحرش بيروت غير سليم وينذر بتوسّع الإصابة ممّا يهدّد بيباس كامل الأشجار، في حال لم تعتمد آليات دقيقة وعملية ومنهجية للمعاينة والمعالجة والمتابعة. ويقترح القيّمون على التقرير اغلاق الحرش أمام الزوّار على الأقلّ في فترة المعالجة التي يمكن أن تمتّد حتى نهاية شهر حزيران، حرصا على سلامة الزوّار اذ تتضمن المعالجة استخدام مبيدات كيميائية تشكّل خطرا على الصحة العامة.
الخطة العملية لمعالجة أشجار الصنوبر
أعدّ "المجلس الوطني للبحوث العلمية"، في 18 آذار 2017، تقريرا فنيّا ثانيّا وخطة عمل بالتوافق مع ممثّلي المجلس البلدي لمدينة بيروت. وتقترح خطة العمل، التي تمتد لفترة 3 أشهر، خطوات علميّة عدّة ومنها: العمل فورا على تنظيف كامل مساحة الحرش من الأشجار وأغصانها التي سبق قطعها، اجراء كشف فوري على جميع الاشجار خصوصا المصابة بنسبة يباس تتجاوز 50 في المئة، نصب أفخاخ لاصطياد الحشرات كبيرة الحجم أو البالغة، المباشرة باستدراج عروض أسعار لشراء جهاز " Endotherapy-pressure" لضخّ خليط من الزيوت المستقطبة للحشرات والمبيدات داخل جزع الأشجار المصابة وفي جميع أنحاء الحرش وغيرها من الاجراءات الضرورية.
يلحظ التقرير الى أن دوائر البلدية تتحمّل مسؤولية التنفيذ بالكامل مع استعداد المجلس لتقديم المشورة العلمية عندما يتوجب من دون أي مقابل مادي. وتوجب تلك الخطوات العلاجية اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لضمان جدواها ولحماية العمّال والزوّار. ويعتبر القيّمون على التقرير أن هذا الظرف الاستثنائي يوجب اقفال الحرش خلال فترة المعالجة على أن يتمّ تقييم هذا الاجراء مرحليّا وعلى ضوء التقدّم الحاصل في تجاوز الأزمة.