برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، أطلق "المجلس الوطني للبحوث العلمية"، في 12 آذار الماضي، برنامج " PRIMA" المموّل من المفوضية الأوروبية والدول الشريكة لدعم البحوث العلمية المشتركة والمرتبطة بمحاور الادارة المتكاملة والمستدامة للمياه والأمن الغذائي والأنظمة الريفية.
وكان لبنان قد وقّع، رسميّا، على اتفاقية " PRIMA" في 27 شباط الماضي في بروكسل بحضور سفير بلغاريا في الاتحاد الأوروبي ديمتر تزانتشف ومديرة التعاون الدولي بالادارة العامة للبحث والابتكار في "المفوضية الأوروبية" في بروكسل كريستينا روسو والسفير اللبناني في بلجيكا فادي الحاج علي وأمين عام المجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزه.
خلال حفل الاطلاق، اشار رئيس التنمية المحلية والشؤون الاقتصادية في المفوضية الأوروبية في لبنان خوسيه لويس فينوزا الى أن مبادرتي " Horizon 2020" و " PRIMA" تدلاّن على اهتمام المفوضية الأوروبية في تعزيز البحوث والابتكار وفي تشجيع الباحثين في لبنان. اذ يمتلك لبنان، وبالرغم من التحديّات الصعبة التي يواجهها، القدرة على أن يكون مركز استقطاب للمبتكرين وللباحثين من خلال موارده البشرية والمستوى العالي للجامعات اللبنانية. و أضاف فينوزا أن برنامج " PRIMA" من أهم المشاريع الطموحة في منطقة حوض البحر المتوسط التي تساعد على ترجمة الأفكار الرائدة الى منتجات وخدمات، وعلى خلق فرص عمل ويمكن للبنان الاستفادة من هذا البرنامج لوضع البحوث العلمية في صلب الرؤية الاقتصادية للبلد.
ولفت الأمين العام ل"المجلس الوطني للبحوث العلمية" الدكتور معين حمزه الى ان برنامج " PRIMA"، الذي يضمّ 19 دولة حول حوض البحر المتوسط، يدعم البحوث العلمية في مجالات مرتبطة بالأمن الغذائي وبادارة المياه والأنظمة الريفية بهدف انتاج المعرفة المتعددة التخصصات ومشاركتها بين مختلف الجهات في مواجهة التحديات المتصاعدة المتعلّقة بالموارد الطبيعية، بناء القدرات البشرية، الهجرة والتغيّر المناخي. يمتدّ البرنامج على عشر سنوات بتمويل مشترك بين المفوضية الأوروبية ( 220مليون يورو) وبين الدول الشريكة ( 274 مليون يورو) لتبلغ قيمة التمويل 494 مليون يورو. ويخصّص لبنان، بتمويل مشترك بين المجلس الوطني للبحوث العلمية والجامعات والمؤسسات البحثية في لبنان مبلغ 5 ملايين يورو.
أما مدير وحدة البحوث والابتكار لدول أفريقيا والخليج لدى المفوضية الأوروبية اندريه دي نوفولي فأكّد على أن برنامج " PRIMA" يعالج أكثر التحديات دقة في حوض البحر المتوسط مثل قلة المياه، وانعدام الأمن الغذائي التي تؤثّر على التغيّر المناخي والنظم الديمغرافية، فيشكّل العمل المشترك بين هذه البلدان حاجة اساسية في مواجهة هذه المشاكل. ويعتبر البرنامج مبادرة مهمة في السياسة الديبلوماسية العلمية اذ يقوم الباحثون والمبتكرون، من خلال اللغة العالمية للعلوم، بتعزيز الشراكة بين المفوضية الأوروبية ولبنان وغيره من دول البحر المتوسط، من دون أن ترتكز الديبلوماسية العلمية على تعاون الباحثين من مختلف البلدان فحسب بل على اعتماد القرارات السياسية الدولية وفق المعطيات العلمية الصلبة.
وأكّد الرئيس المشارك لمؤسسة " PRIMA" الدكتور محمد الشناوي على أن الهدف الأساسي من البرنامج هو ايجاد حلول للتحديات الزراعية والمائية والغذائية التي تواجهها المجتمعات في منطقة حوض البحر المتوسط من خلال استثمار نواتج هذه البحوث العلمية، وتسليط الضوء على الأثر المجتمعي لهذه البحوث وايجاد الحلول المبتكرة لمختلف التحديات البيئية والاجتماعية.
في ختام الجلسة، قام المدير المناوب لمؤسسة " PRIMA" عمر عماوي، وعضو اللجنة التنفيذية لبرنامج " PRIMA" ممثلة وزارة التعليم العالي الفرنسية ماري هيلين فيلمن ومسؤولة البرامج الأوروبية في المجلس الوطني للبحوث العلمية رولا عطوي بشرح آلية المشاركة في البرنامج وكيفية تقديم المشاريع البحثية ومعايير التقييم التي ترتكز على رؤية المشاريع المقدمة واستدامتها ومصداقيتها وحاجة المجتمعات لاستثمار نواتجها مع الاجابة على مختلف التساؤلات التي طرحها الباحثون المشاركون في الجلسة من مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية في لبنان.